هاشم الفارس
أهلا بك مرة أخرى في منتديات هاشم الفارس
نتمنى وقتا ممتعا
هاشم الفارس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رأي في الإعلام السوري

اذهب الى الأسفل

رأي في الإعلام السوري Empty رأي في الإعلام السوري

مُساهمة  احمد السبت مايو 08, 2010 4:13 pm

رأي في الإعلام السوري




الدكتور المهندس محمد غسَّان طيارة
كما هو متعارف عليه ينقسم الإعلام إلى إعلام مقروء، وإعلام مسموع وآخر مريء، وباعتبار أن القطاع الخاص لم يدْخل حتى هذه الأيام بشكلٍ ملحوظ مجالي الإعلام المسموع والإعلام المريء فلهذا سنحصر اهتمامنا بالإعلام المقروء.
يمكن تصنيف هذا الإعلام: إلى إعلام رسمي عام وإعلام قطاع خاص، ويدخل إعلام أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ضمن الإعلام الرسمي، ويجب إضافة شكل جديد من أشكال الإعلام الذي بدأ ينتشر بشكلٍ سريع وهو الإعلام الإليكتروني، ومن الطبيعي أن يتمايز هذا التنوُّع الإعلامي فيما بينه مما يجعل من الصعب أو شبه المستحيل إيجاد مسطرة واحدة تمكِّن الدارس من قياس هذا التنوع الإعلامي، ولن يتيسر لنا ذلك من دون اعتماد مجموعة من المعايير تساعد على تقْويم الإعلام العربي السوري، ونجمل أهمها بالنقاط التالية:
ـ الرقابة على الإعلام.
ـ التعبير عن الوطن أو عن السلطة وحدود الاختلاف بينهما.
ـ الحيادية والانحياز في عرض الموضوع.
ـ انتشار الوسيلة الإعلامية بين الناس داخل وخارج الوطن وحجم المشاركة في تكوين الرأي العام الوطني.
ـ التطابق والاختلاف بين وسائل الإعلام.
وسنحاول تطبيق هذه المعايير على الإعلام السوري وخاصة الرسمي منه.
الإعلام الرسمي:
ـ كلنا يعْلم بوجود رقيب أمني يمنع نشر بعض الأخبار والمقالات ولكن مما يؤسف عليه أن المحررين ورؤساء التحرير أنْفسهم وضعوا أمامهم، بشكلٍ عام وعلى وجه الخصوص المقالات السياسية، خطوطاً حمراء أكثر مما تضعه الرقابة الأمنية، وفي يد كل منهم مقص ومسطرة مختلفة عن ما بيد غيره، وفي عقل كل منهم شرطي يحذره من تجاوز الخطوط الحمر التي رسمها من ذاته لنفسه ولغيره من المراسلين والكتَّاب.
لقد اعتادوا على حذف بعض العبارات من مقالات هامة مما يصْعب بعدها فهم المقصود من المقال، وهم يرحِّبون بكيل المديح وبتكرار جمل التبريك والتهليل بمناسبة وبدون مناسبة، وهناك أمثلة صارخة على ذلك، وقد ترفض صحيفة نشر مقالٍ فيها وتقْبل بنشره صحيفة أخرى، وكثيراً ما يعْمد بعض المحررين إلى نقْل مقالٍ من صحيفة ونشرها في مكان آخر من دون استئذان صاحب المقال، أما الأخبار الرسمية فهي متطابقة فيما بينها، ولا يحق لصحفي أن يكتب عن حدثٍ أو اجتماعٍ رسمي حتى ولو كان حاضراً فيها إلا ما يأتيه من وكالة الأنباء السورية، ولعل أكبر اعتراض نسمعه عن افتتاحيات الصحف الرسمية ففي معْظم الأحيان لا لون لها ولا طعْم مع اعتقادي بأن كاتب التعليق لا يقرؤه.
ـ من الطبيعي أن يعبر الصحفي عن الوطن ولكن يصب اهتماماته نحو السلطة بشكلٍ مكثَّف، مما أدى إلى ضعف ثقة المواطنين بالصحافة الرسمية ويتنادرون بنقل الأخبار التي تغْفل عنها الصحافة الرسمية فيما بينهم ومع النقل يتغير الحدث، ولعل عدم تصديق المواطنين خلو سورية من مرض أنفلونزا الطيور خير دليل على
ذلك، فعلى الرغم من أن البحث وتقصي حالة عدم وجود المرض اعتمد على تقرير من منظمة الصحة العالمية فقد شكك المواطنون بصدق ذلك.
وفيما يخص أخبار الفضائح فإن المواطنون يرحبون بها حتى ولو كانت غير دقيقة، ومع ذلك لن يصدِّق المواطن بأن الحكومة تبذل جهوداً في محاربة الفساد والمفسدين، وأكبر خسارة يعانيها الإعلام الرسمي تتَّضح في عدم اعتبار الإعلام الرسمية مرجعية سياسية في الحوارات بين أطياف المجتمع، ولو تجرأ أحد وقال بأن هذا منشور في الجريدة السورية الفلانية، فإن الجواب عليه بديهي وحاضر: "حكي جرايد".
ـ فيما يخص انتشار الصحف الرسمية، فعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لذلك، ولكن نقول ونسمع بأنه يمكن قراءة الصحف الرسمية خلال ما لا يزيد على نصف ساعة، وإذا استثنينا عدداً محدوداً من أعضاء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية لا اعتقد بأن هناك من يقرأ صحف أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، باستثناء الصحف التي تصْدر عن الحزب الشيوعي بأطيافه المختلفة، ومع ذلك فإن قراءتها كلها أيضاً لا يستغرق أكثر من نصف ساعة خلال أسبوع لأنها تصدر أسبوعياً.
لقد زرت معظم عواصم الدول العربية ولم أجد أعداداً من الصحف السورية الرسمية، للدقة حتى نهاية عام 2..4، بينما تنتشر الصحف اللبنانية والأردنية والمصرية في دمشق، على الأقل، وفي كثير من المحافظات السورية، بما في ذلك الحياة والشرق الأوسط وهما تصدران في لندن، وهذا الانتشار الشبه معدوم خارجياً يشكل حرجاً لنا نحن السوريين أينما اتجهنا خارج الوطن، ولهذا لا يخْتلف اثنان على الدور الضعيف جداً الذي يلْعبه الإعلام الرسمي في تكوين رأي عام في سورية.
ـ أن تتطابق الأخبار الرسمية أمرٌ مفروغٌ منه، فلماذا نكرر نشْرها في جميع صحفنا الرسمية (تُنْشر أيضاً في الإعلام الخاص) وهذا التكرار يؤدي إلى فقدان الاهتمام بها من قبل المواطن، فلماذا لا يتم إعداد نشرة خاصة بهذه الأحداث والاجتماعات الرسمية تباع، والأفضل أن تُهْدى، مع الصحف الرسمية، وتكون مهمة سانا طباعة هذه النشرة وتوزيعها، وتُتْرك الحرية للصحفي للكتابة عن الحدث كما يراه أو يسْمعه.
وفي الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية وخاصة في العراق وفي فلسطين فإن الإعلام الرسمي من الصحافة الرسمية هو الأضعف في نقل الأخبار، وإذا كانت صحفنا لا تُقْرأ على مستوى الوطن العربي فمن الطبيعي أن لا تتمكن من التأثير على تكوين الرأي العام العربي وبالتالي الأجنبي، ولا أعتقد بأن الإعلام الرسمي قادر على تكوين رأي عام سوري حول الموقف الرسمي من القضايا العالمية، وإذا كان أبناء الوطن يرْفضون ويشْجبون احتلال العراق والجرائم الصهيونية ويعْلنون تأييدهم للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين فليس في ذلك فضل للإعلام الرسمي.
ومن الأمور الساخرة لجوء إدارات الصحف الرسمية إلى تأجيل نشْر مقال أو حتى تعْديل تخصص صفحة كاملة من أجل نشر إعلان مأجور، ولهذا أليس من الأفضل أن تنشر الصحف الرسمية الإعلانات في ملحق إعلاني خاص، لأننا نرى ونسمع بأن المواطن يردد دائماً بأن إدارات الصحف الرسمية تهتم بالإعلان المأجور على حساب هموم المواطنين وأخبار الوطن، وقد سمعتها من مواطنين ورددتها معهم ، كما سمعتها من قِبل بعض المراسلين وعدد من المسؤولين في الإعلام.
ومن الطبيعي أن هذه الصحافة تستخدم الإعلام الإليكتروني، وقد اعتدنا الاطلاع على جميع عنوانين الصحف الرسمية إلكترونياً، وفي بعض الحالات يتم حفْظ خمسة أو ستة مواضيع منها جميعها في ذاكرة الحاسوب كحد أعلى لقراءتها بعد قطع الاتصال مع الإنترنت.
يضاف إلى كل ذلك:
ـ إن معظم التحقيقات التي تتصدر الإعلام الرسمي غير كاملة ومكتوبة بلغة غير اختصاصية، فإذا كان الموضوع اقتصادياً فمن المفروض أن يكون هناك محرر اقتصادي لمثل هذا النوع من التحقيقات وعلى هذا المنوال يجب أن تتم باقي أشكال التحقيقات.
ـ يبْتعد عدد لا بأس به من المسؤولين عن الالتقاء بالصحافة بسبب انتشار أخبار بينهم عن أن الصحافة هي للتصيد أكثر منها للوصول إلى الحقيقة.
الإعلام الخاص:
لقد تأثر الإعلام الخاص برتابة الإعلام الرسمي، وللخروج من هذه الرتابة يلجأ بعض المواطنين إلى قراءة بعض ما ينْشره الإعلام الخاص ولكن بسبب ضعف الإمكانيات واحتكار نشر الإعلانات عن طريق المؤسسة العربية للإعلان ارتبط مصير هذه الصحافة جزئياً، وأحياناً تعتمد بشكلٍ كبير على ما تجود عليهم تلك المؤسسة، وينشطون كثيراً لتأمين اشتراك من الدوائر الرسمية لتغطية تكاليف الاستكتاب والطبع والنشر والتسويق، ولهذا تصْدر هذه الوسائل الإعلامية بشكلٍ أسبوعي، ويبقى انتشارها محدوداً، ونجد في سورية إشباعاً بعدد وعناوين صحف القطاع الخاص وفقراً في الاختلاف عن الإعلام الرسمي.
ولا بد من الانتباه إلى نقطتين يتميز بهما الإعلام الخاص:
ـ معظم رؤساء تحرير هذه الصحف والمحررين فيها ومراسيلها هم من العاملين في قطاع الإعلام الرسمي، وتراهم أجرئ في الكتابة بعد أن أبعدوا المقص من أيديهم وطردوا الشرطي المعشش في عقولهم، وابتعدوا عن مقص إداراتهم.
ـ يعتمد الإعلام الخاص على الفردية وإمكانيات صاحب الوسيلة الإعلامية ولهذا لا يمكن أن يتطور إلى مصاف الصحف العربية المتقدمة إن كان في لبنان أو الأردن أو مصر، وإن اجتماع عدة مجلات أسبوعية في شركة مساهمة يؤدي حتماً إلى صدور مجلة قوية قادرة على المنافسة تؤدي حتماً إلى ظهور إعلام خاص قادر على المنافسة والوقوف على قدمٍ وساق مع الإعلام الرسمي سورياً وإيجاد موقع قدم بين الصحف المتقدمة عربياً.
وحتى يهتم الناس في التشارك في الإعلام الخاص لا بد من قانون إعلامي يشجع على إنشاء شركات إعلامية مساهمة جادة وكبيرة وموثوقة، كما أنه لا بد من إلغاء المؤسسة العربية للإعلان أو إلغاء حصر النشاط الإعلاني فيها، وعند ذلك يعْتمد النشاط الإعلامي على المراسل الإعلامي، وبعد أن حررت الحكومة التأمين، لم يعد هناك من حاجة لحصر النشاط الإعلاني بمؤسسة رسمية.
الإعلام الإليكتروني:
إن أول وصف للإعلام الإليكتروني هو الفوضى الإعلامية، فباسم الديمقراطية وبسبب ضعف الإعلام
الرسمي والخاص انتشر الإعلام الإليكتروني، فمن الصعب تحديد عدد النشرات التي تستخدم النظم الإليكترونية والإنترنت لنشر الأخبار والمقالات والفضائح على حد سواء.
ليست جميع النشرات الإليكترونية بمستوى واحد، بل على العكس هناك نشرات تتميز بنشر مقالات لكتَّاب متميزين ومستنيرين، وتتميز هذه النشرات بعدم وجود مقص بيد أحد وهي تنشر كل ما يرد إليها وتتغاضى عن بعض الألفاظ البذيئة التي تخدش السمع.
ونجمل إيجابيات هذا الإعلام بالنقاط التالية:
ـ تجد فيها مقالاً من معارض إلى جانب مقالٍ من مؤيد أو من محايد، وتهتم بالأمور الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأدبية.
ـ يمكن تمييز النشرات المعارضة عن النشرات المحايدة وعن النشرات المؤيدة، وقد نجد نشرة لا لون لها ولا طعْم.
ـ بعض الأخبار التي ترد في هذه النشرات الإليكترونية قديمة والبعض الآخر يتميز بحداثته مما يوضح مدى اهتمام الجهة المشرفة على تطوير النشرة.
ـ إذا صدقت الأرقام التي تدل على عدد قراء الخبر أو المقال في النشرة فهي واسعة الانتشار على حساب الصحف الرسمية والخاصة.
ومن مساوئ بعض هذه النشرات الإليكترونية:
ـ تكرار الأخبار وهي في غالب الأحيان منقولة عن صحفٍ رسمية أو عربية أو أجنبية.
ـ معظم التعليقات على ما يُنْشر فيها من أخبار ومقالات ومواضيع مختلفة غير موضوعية بل سطحية وبعضها لا علاقة له بالموضوع، وإذا طالبنا بمنع مثل هذه التعليقات والتي من الأفضل تسميتها "تعليكات" فسينبري هؤلاء "المعلقون" للدفاع عن ما يكتبون وسيتهمونني بالعداء للديمقراطية، كما لو أن الديمقراطية تمارس من دون مسؤولية.
ـ بعض مقالات نشرات المعارضة غير صحيحة وفيها من عدم الصدق ما يندي له الجبين.
وخلاصة القول يصْعب علينا التباهي بأن لدينا إعلام وحتى الرسمي منها قادر على نشر الآراء السياسية للمواطن والحكومة، ولهذا فهي لا ترْضِ المسؤول في الحكومة ولا ترْضِ المواطن، وكثيراً من انتقل بعض الصحفيين من وسائل الإعلام الرسمية إلى الكتابة في وسائل إعلام عربية، فهم فطموا على الكتاب بمواقع رسمية وأصبحوا أصحاب أقلام خارج سورية، ولهذا لا أضع التقصير الإعلامي على الأخوة الصحفيين لأنهم أيضاً يعانون من الرقيب المسؤول عن الصفحة أو من رئيس التحرير أو من المدير المسؤول.
وكثيراً ما نتحدث عن سيطرة الإعلام الصهيوني على تحريك الرأي العام العالمي بينما نحن العرب نندب حظنا بضعفِ إعلامنا بأشكاله المختلفة.
احمد
احمد
المشرف

عدد المساهمات : 61
نقاط : 675
تاريخ التسجيل : 08/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى