كان علي ان اكون في وطني

كان علي ان اكون في وطني حين غادرته اول مرة ...غادرته والامل يشع من قلبي والروح تنبعث من عيني ....غادرته ولم افكر ابدا ان وطني سيغادر معي ,تركت وطني والامن والسلام هما رحيق الشعب والعيش بكرامة هو عطر الرجال وفجاة لا اعرف ماذا حدث حقيقتا جلست في غربتي اتنفس التلفاز كي يخبرني عن كل ماحل في غيابي فوجدت الانقلاب قد طرق باب البلاد وهجوم العدو عليه بات وشيكا ...في البداية خلت انني ارى كابوسا مرعبا وهنا وبينما انا في صراع داخلي بين حقيقة الوضع ووضع الحقيقة ...نزلت عاجل كالمطر تخبرنا بتقلبات جوية واعاصير ثلجية ورياح قوية فاقتربت اكثر من الشاشة اكذب الخبر احيانا وارتجف الحقيقة احيانا اخرى ,كان اول ماقمت به ان اتصلت بعائلتي اتقصى الوضع بأعين شعب عاش الاحتلال يوما وهاهو الآن يجابه اشرس معارك حياته بحثا عن الحرية ,اخبرتني والدتي ان مااراه هو جزء بسيط من الحقيقة وان شجرة الامن احترقت تحت ظل الحرية اختار الشعب اما الحرية واما الذل تحت ظل الامن والاستقرار .اخبرتني الصحفية المتنقلة من بيت الى آخر تجمع اكبر عدد من المعلومات لاجل ان تضعني في صورة الحدث دائما اخبرتني انها لا تفهم اي امن كنا نعيشه هل كنا نكذب على بعضنا ام كانت الحكومة هي من تبادلنا هذا الكذب؟؟ قلت لها : لماذا تركتني اغادر وطني وانت تكذبين علي ؟؟ لماذا اشعرتني انه وطن شريف سقيت ارضه بدم الشرفاء ؟ لماذا جعلتني افتخر امام الملايين انني انتمي لهذا الوطن ؟ اجابتني بغضب راوية اجمل قصص الثورة المجيدة: لا يعني مااخبرتك به ان بلادتك لا تستحق الفخر نحن دائما نرمي استياءنا عليه بينما الكل ينهب ثمار الامل فينا ...اسقف البلاد هي ما جعلت الارض الطيبة تظهر بعين وحش كاسح هي ماجعلت الشاب يفر من بلاده لانه لا يعرف ان ارضه الطيبة المخفية تحمل اجمل واقوى معادن حياة الملوك الكريمة ....ارتجفت قدماي لهذا الحديث ونزلت غيوم سوداء من عيناي تخبرني انه حان وقت العودة اخبرت ملهمة الامل في انني ساترك مابنيته هنا وان لا معنى للنجاح مادمت خارج ارضي استفاق الضمير النائم في صدري وعلمت انه كان علي ان اكون في وطني

بقلم: زغدان ايمان ميرا المدعوة ملاك