صحفيون عرب في نقابة كوردية ............... آلآم وآمال
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
صحفيون عرب في نقابة كوردية ............... آلآم وآمال
هاشم الفارس
Hashem316@gmail.com
ان الهدف من تأسيس النقابات والاتحادات التي تضم كل منهما شريحة اجتماعية معينة تشترك في الهدف والرسالة اضافة الى قاسمهم المشترك وهو المعاناة ، وسواء كانت هذه الشريحة من صناعيين او حرفيين او محامين او صحفيين فأن الهدف من تشكيل هذه النقابات هو لخلق حاجز قانوني ودرع واقي يمنع التعسف الحكومي او السلطة التنفيذية من النيل من حرية هذه الشرائح او ان تحد من نشاطها وتمنعها من اداء دورها الاجتماعي بصورة مستقلة وسواء كانت هذه الشرائح منتمية الى السلك الوظيفي الحكومي او تمارس اعمالاً حرة فالنقابات وجدت لتوحيد الصفوف والرؤى والتطلعات والدفاع عن منتسبيها ضد الاجراءات التي لاتاخذ بنظر الاعتبار خصوصية هذه الشرائح ووجوب التعامل معها على انها فئة لها كيان معنوي واعتباري ويبرز دور النقابة في الوقوف الى جانب اعضاءها وتوفير الحماية القانونية والرعاية الاجتماعية له ولاسرته في حال وقع عليه طارئ من طوارئ العراق المتعددة .وحيث ان الصحفيين يشكلون شريحة هامة من شرائح المجتمع العراقي التي لاقت صنوفاً من الاخطار والتهديد والتعسف والاهمال الحكومي نتيجة للفوضى التي تحكم الشارع العراقي بشقيه الرسمي والشعبي ، اضافة الى ان الصحفيين يعيشون في ظل اخطر بيئة للعمل الاعلامي على صعيد الاخطار المحدقة بهم اثناء التغطية الاعلامية التي يلاقونها من قبل القوى الارهابية او تسلط القوى الامنية المسيرة وفق اجندة السلطة الحاكمة على السواء ، لذا يعد الصحفيون من اشد الفئات حاجة الى تشكيل هيئة قانونية اعتبارية تقف في صفهم وتدافع عن حقوقهم وترعى من تضرر منهم جراء هذه البيئة الاعلامية الخطرة ، لكن الواقع العراقي بعد عام 2003 والتغييرات التي طرات على المشهد العراقي بصورة عامة وعلى اقليم كوردستان بصورة خاصة افرز عن حاجة الصحفيين الى نقابتين للصحفيين الاولى للصحفيين العراقيين المنتشرين في عموم العراق والاخرى لصحفيي كوردستان نتيجة للخصوصية التي يتمتع بها الاقليم عى صعيد اللغة والجغرافيا ، وعلى صعيد اخر ونتيجة للصراع الفكري والقانوني وادعاء الاحقية والشرعية في تمثيل الصحفيين فقد تشكل اضافة الى ماتقدم " اتحاد " الصحفيين والاعلاميين العراقيين في العاصمة بغداد والذي يتهم النقابة بعدم الشرعية ، ان تعدد الانتماءات والجهات يعد حالة صحية في جميع انحاء العالم الا في المجتمع العراقي ، فأن التعدد والتنوع يعني خلق تناقض فكري واحداث اشكال قانوني يؤدي الى استحداث خندق فئوي يصب في تعميق الفجوة بين زملاء المهنة الواحدة .
ان سوء ادارة نقابة الصحفيين العراقيين بدءاً من المركز العام ليشمل معظم فروع النقابة في المحافظات وتسنم شخصيات غير كفوءة في اارة هذه النقابة العريقة ادى الى عزوف العديد من الصحفيين " وبعضهم يعد من اعلام الصحافة وروادها" عن الانتماء الى نقابة الصحفيين العراقيين .. وبحكم الجغرافيا المحاذية لاقليم كوردستان قام العديد من الصحفيين العرب وخصوصاً في محافظة نينوى بالانتماء الى نقابة صحفيي كوردستان .. واصبحوا من الناحية القانونية اعضاء في المنظومة الاعلامية العاملة في الاقليم . لكنهم بقوا بعيداً عن انشطة نقابتهم التي لها باع طويل في الادارة والتنظيم والفاعلية والتأثير رغم انهم مثابرون في العمل الاعلامي والصحفي في محافظة نينوى ، ويعود هذا القصور الى وجود فرع نقابة صحفيي كوردستان في ناحية بعشيقة التي تكاد تكون منقطعةً ادارياً عن محافظة نينوى ، فان ذلك قد اثر ولو بصورة نسبية على تواصل هؤلاء الصحفيين مع النقابة فضلاً عن انقطاعهم التام عن نقابة الصحفيين العراقيين لان شروط نقابة صحفيي كوردستان لاتسمح لاعضاءها بالانتماء الى أي نقابة اخرى للصحفيين او الاعلاميين باستثناء " طبعاً " الانضمام الى اتحاد الدولي للصحفيين JFI وهذا ولّد اول الهواجس لديهم حول حقيقة انتماءهم من عدمه ، كما ان الاحتقان القومي الذي افرزه الواقع الامني في الموصل جعل الصحفيون العراقيون ينظرون بعين الريبة الى اعضاء نقابة صحفيي كوردستان وخصوصاً الاعضاء العرب وتوجيه الاتهام اليهم على انهم يمثلون المشروع الكوردستاني في محافظة نينوى .. وهكذا اصبح هؤلاء الصحفيون العرب على مفترق طرق فلا هم الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، فهم هنا اعضاء في سجلات واوراق نقابة صحفيي كوردستان لاغير بينما زملاءهم الكورد يعرفون كل شيء عن انشطة النقابة وتكاد النقابة تعرف مايكفي عنهم وعن اماكن عملهم وهم بذلك يكونون على اتصال شبه تام مع مايستجد من امور تهم الصحفيين او تؤطر العمل الصحفي او ضوابط عمل المؤسسات الاعلامية .اضف الى ذلك حرمانهم من العديد من الحقوق التي منحت الى اقرانهم في نقابة صحفيي كوردستان (من سكنة الاقليم ). والآن هم محرومون من المنحة المالية التي اقرتها الحكومة العراقية للصحفيين العراقيين مؤخراً.وعلاوة على ذلك النظرة المشوبة بالاتهام التي يتلقونها من زملاءهم في المدينة وفوق كل هذا وذاك جعل انتماءهم الى نقابة صحفيي كوردستان موضع استهداف من العديد من القوى الظلامية الرسمية او التكفيرية ، ان الوضع المأساوي الذي يعيشه الصحفيين العراقيين في عموم العراق ينطبق على الصحفيين العرب المنتمين الى نقابة صحفيي كوردستان وبصورة ابشع واكثر معاناة ، لانهم اضافة الى تحملهم الاعباء والمصاعب السالفة الذكر فأنهم ينظرون بعين الحسرة التي تخلو من الحسد الى زملاءهم فاعضاء نقابة صحفيي كوردستان قد نال العديد منهم قطع اراضي " في ظل هذه الازمة الحادة في السكن " او شُملت صحفهم او مؤسساتهم الاعلامية بمنح من وزارة ثقافة الاقليم واذا ما التفتوا الى الناحية الاخرى وجدوا زملاءهم في نقابة الصحفيين قد بدؤأ بأستلام المنحة المالية الشهرية وهم وسط هذه المعمعة الاعلامية بكل اخطارها يخرجون خالين الوفاض .... كما ان مسالة دخول الصحفيين العرب من اعضاء نقابة صحفيي كوردستان الى الاقليم لاتخلو من معاناة هي الاخرى ، فيتوجب رغم ابرازهم لهوية النقابة ان يذهبوا لعمل ورقة دخول ويقفوا في الطابور الذي قد يشهد في العديد من الايام زحاماً شديداً .فماذا تبقى من حقوق هؤلاء الصحفيون " المعلقين " لذا يتوجب على نقابة صحفيي كوردستان ان تقوم بالمهمة المنوطة بها كجهة راعية لاعضاءها وأن تاخذ الامر على محمل الجد وان تباشر بحلحلة الاشكاليات التي يعاني منها هذه الفئة من الصحفيين وان تشعرهم بانتماءهم اليها وكاجراء عملي عليها القيام بعمل قاعدة بيانات تضم اسماء جميع الصحفيين العرب المنتمين اليه وتعمل دراسة تحليلية لاداءهم ومواقع عملهم ووسائل الاتصال بهم ومعرفة العاملين والناشطين منهم عن طريق فروع النقابة المنتشرة في العديد من المدن العراقية ، وخصوصاً تفعيل البريد الالكتروني لارسال جميع انشطة النقابة وقراراتها وتعليماتها وقوانينها النافذة التي شارك العديد من الصحفيين العرب في مناقشة قانون العمل الصحفي والتي لايعرف العديد منهم ماذا اقر منه او الصيغة النهائية له . هذه الاجراءات البسيطة تجعل النقابة على اتصال وتماس واطلاع اول باول باحوال اعضاءها وتطلعهم على انشطتها ومعسكراتها وتنتدب بعضاً منهم للمشاركة في المؤتمرات والدورات والندوات التي تسهم في رفع كفاءة الصحفيين .والتي نراها منشورة في مجلة الصحفي ، او تنظيم اشتراك سنوي لهم في مجلة ( الصحفي ) ، والاحاطة التامة لما يتعرضون له من مضايقات او تهديدات واتخاذ الاجراء اللازم لمثل هذه الحالات . ومناشدة حكومة اقليم كوردستان بتسهيل دخولهم الى الاقليم ، وشمولهم في "المستقبل القريب او البعيد " ببعض الحقوق التي منحت لاقرانهم وحرموا منها لانهم من غير مواطني الاقليم " بحسب ماينص عليه تعريف الصحفي في قانون نقابة صحفيي كوردستان " ، علاوة ان ماسيمنح للصحفيين العراقيين عن طريق نقابتهم سوف يحرموا منه لانهم على " ذمة " نقابة صحفيي كوردستان ، وهذه ببساطة بقعة ضوء تسلط على واقع هذه الشريحة " المنكوبة " من الصحفيين التي تعيش في ظل اخطر بيئة اعلامية مع التعايش في ظل هاجس الاقصاء والتهميش والحرمان وتلاشي الامل وتعاظم المعاناة .
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى