"الصحافة الاستقصائية" ..منهجاَ في كليات الاعلام
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
"الصحافة الاستقصائية" ..منهجاَ في كليات الاعلام
"الصحافة الاستقصائية" ..منهجاَ في كليات الاعلام
هاشم الفارس
هاشم الفارس
برزت خلال الاونة الاخيرة على صعيد انماط الصحافة مصطلح (الصحافة الاستقصائية ) ورغم قدم هذا النمط على كبريات الصحف العالمية ووكالات الانباء العريقة الا انه مازال حديث عهد لدينا ، فقد عمدت بعض المنظمات العالمية المعنية بنشر مبادئ الاعلام الحديث والمستقل الى أدخال (الصحافة الاستقصائية ) كركن أساسي من اركان الصحافة الحديثة وخصوصاً في الدول التي تشهد تحولاً سياسياً كبيراً او تنمو فيها بذور الديمقراطيات الناشئة ، والصحافة الاستقصائية كما عرفها العديد من واضعي اسس ومبادئ وآليات هذا النمط من الصحافة على أنها عبارة عن تحقيق صحفي "عميق " قائم على الارقام والبيانات والاحصائيات وشهادة الشهود وجمع المعلومات وفرزها ويعكس وجهة نظر جميع الاطراف التي لها صلة بموضوع التحقيق الاستقصائي ، وغالباً ما يفرز التحقيق الاستقصائي عن وجود خلل ما أضافة الى وجود (ضحية ) او شخص او مجموعة أشخاص متضررة ووجود (فاعل) او جاني أو متسبب بالخلل الذي قد يلحق الآذى بالمتضررين او يسبب لهم مرضاً او عاهة او قد تصل الامور الى موت الضحية او المتضرر . ويقوم التحقيق الاستقصائي على التركيز والتحليل والتحري ..ولايحتمل الخطأ ..اي يجب ان يكون موضوع التحقيق الاستقصائي واقعياً وليس خيالياً والاسماء الواردة فيه ومناصبهم وصلتهم بالموضوع دقيقة وصحيحة ، والارقام والبيانات وشهادة الشهود موثقة وفحوى اقوالهم تم التحقق من صحتها او يتعهدوا بتحمل المسؤولية عن كل ما تلفظوا به لأن نهاية التحقيق الاستقصائي قد تضع المسؤولية على طرف او عدة اطراف وربما يخضعوا للمسائلة او يقبعوا خلف القضبان في حال ثبت ما آل اليه التحقيق الاستقصائي بحقهم .ولعل أوضح التعاريف ماقاله رئيس المركز الدولى للصحفيين "ديفيد نابل"،عن الصحافة الاستقصائية على أنها " سلوك منهجى ومؤسساتى صرف، يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء حرصا على الموضوعيـة والدقة وللتأكد من صحة الخبر وما قد يخفيه انطلاقاً من مبدأ الشفافية ومحاربـة الفساد، والتزاما بدور الصحافة ككلب حراسة Guard dog على السلوك الحكومى، وكوسيلة لمساءلة المسئولين ومحاسبتهم على أعمالهم خدمة للمصلحة العامة، ووفقا لمبادئ قوانين حـق الاطلاع وحرية المعلومات". وما يسترعي الانتباه في هذا الموضوع أن الصحافة الاستقصائية في مجتمعات الشرق الاوسط لازالت تعاني المضايقة والضغوط وعدم وصولها الى تحقيقات كبيرة كالتي وصلت اليها تحقيقات استقصائية غربية او امريكية ساهمت بشكل كبير في اماطة اللثام عن تواطؤ حكومات او جهات خفية في قضايا كبيرة أودت بحكومات وشخصيات نافذة الى الاستقالة او الاقالة ..
والصحافة الاستقصائية في العراق شانها في باقي الدول التي تعاني من نظم أستبدادية او تقييد للحريات العامة ( وبالمحصلة تقييد للحريات الصحفية ) وصعوبة الوصول الى المعلومات رغم وجود التشريعات القانونية التي تسهل هذا الأمر ..لكن العاملين في الصحافة الاستقصائية قد انحسر تاثيرهم وضعف أداؤهم في كشف قضايا فساد كبيرة نتيجة سلطة المتنفذين وضعف الحماية القانونية وعدم تطبيق القوانين النافذة في حق الوصول للمعلومات وانعدام الشفافية في تسير معظم الامور الادارية والمؤسساتية وتنفيذ المشاريع وصفقات الاستيراد والعقود .فضلاً عن قيام (الفاسدين) المتضررين من التحقيق الاستقصائي باللجوء الى التهديد والعنف وحتى الاغتيال للصحفيين الذين يكونون على مشارف كشف حقائق تؤدي بمثل هؤلاء الى السجن او المسائلة . فقد أعتاد المتنفذين على نمط الصحافة التقليدية الذي يعتمد على (المقابلة) ومعرفة خفايا الامور من صاحب العلاقة ، والطلب منه بيان رأيه في مايقال ويشاع ..عند ذلك يقوم الصحفي بالاعتماد كلياً على ما ينطق به هذا المسؤول وأعتمادها (ككلمة الفصل ) في الموضوع .. وقد قيل عن الصحافة أنها رحلة البحث عن المتاعب.. ولكن من يزاول الصحافة الاستقصائية فأن المتاعب سوف تبحث عنه وتلازمه .لذا طالما أن ملفات الفساد بالحجم الذي فاق كل التصورات فأن الصحافة الاستقصائية باتت أمراً ملحاً في العراق ..مع التشديد على خطورة الوضع وأحتمال تعرض الصحفيين الى الملاحقة والمضايقة والمنع ثم التهديد فالمساومة وصولاً الى التدخل المسلح في أحياناً كثيرة .
ولضرورة الموضوع وتدارك الأمر في جعل الصحافة تأخذ دورها المنوط بها في مراقبة آداء المؤسسات (وحتى تأثير بعض القوانين) على الشعب ، واداء رسالتها السامية في تثقيف المجتمع ونقل الاخبار وأطلاع الناس على مايحدث في الكواليس ، ظهرت دعوات من مؤسسات اعلامية وشخصيات صحفية في ضرورة أدراج (الصحافة الاستقصائية ) في مناهج كليات الاعلام في العراق ، وتعزيز هذا الأمر بتدريب المدرسين والاساتذة على آخر ما استحدث في هذا النمط من الصحافة ، والاستعادة بتجارب الدول والمؤسسات الرائدة في هذا المجال وتوفير المناهج اللازمة لنحصل في مخرجات هذه الكليات على شباب (متسلحين ) باحدث السبل والطرق لجعل الصحافة الاستقصائية في العراق تأخذ دورها في كشف الفساد والتخريب (الممنهج) لموارد البلد . ويكونوا قادرين على خوض غمار هذه المجازفة في المؤسسات الاعلامية التي سوف تتهافت من أجل الحصول على خدماتهم والتعاقد معهم .
ومن المؤسف في الأمر أن نجد من يتخرج من كليات الاعلام الحالية ويجد صعوبة في كتابة الخبر او القيام بكتابة تقرير او القيام بتحقيق صحفي ..وذلك لعدم مواكبة هذه الكليات لما يستجد في فنون هذه المهنة الكبيرة .لذا فأن أدخال (الصحافة الاستقصائية ) الى مناهج كليات الاعلام يعد من الامور البديهية المسلم بها كشرط لاكتمال الخبرة وسبر أغوار هذه المهنة المتعبة والتي باتت (خطيرة) في عراق اليوم . ولاتخلو الساحة الاعلامية العراقية من الكفاءات والاكاديميين الذين لن يدخروا جهداً في نقل خبراتهم الى الجيل القادم لتقع عليهم المسؤولية الاخلاقية في توعية الافراد والمؤسسات وكشف الخلل للوصول الى مجتمع شفاف تراعى فيه الحقوق والواجبات التي تقود الى الازدهار والتقدم .
والصحافة الاستقصائية في العراق شانها في باقي الدول التي تعاني من نظم أستبدادية او تقييد للحريات العامة ( وبالمحصلة تقييد للحريات الصحفية ) وصعوبة الوصول الى المعلومات رغم وجود التشريعات القانونية التي تسهل هذا الأمر ..لكن العاملين في الصحافة الاستقصائية قد انحسر تاثيرهم وضعف أداؤهم في كشف قضايا فساد كبيرة نتيجة سلطة المتنفذين وضعف الحماية القانونية وعدم تطبيق القوانين النافذة في حق الوصول للمعلومات وانعدام الشفافية في تسير معظم الامور الادارية والمؤسساتية وتنفيذ المشاريع وصفقات الاستيراد والعقود .فضلاً عن قيام (الفاسدين) المتضررين من التحقيق الاستقصائي باللجوء الى التهديد والعنف وحتى الاغتيال للصحفيين الذين يكونون على مشارف كشف حقائق تؤدي بمثل هؤلاء الى السجن او المسائلة . فقد أعتاد المتنفذين على نمط الصحافة التقليدية الذي يعتمد على (المقابلة) ومعرفة خفايا الامور من صاحب العلاقة ، والطلب منه بيان رأيه في مايقال ويشاع ..عند ذلك يقوم الصحفي بالاعتماد كلياً على ما ينطق به هذا المسؤول وأعتمادها (ككلمة الفصل ) في الموضوع .. وقد قيل عن الصحافة أنها رحلة البحث عن المتاعب.. ولكن من يزاول الصحافة الاستقصائية فأن المتاعب سوف تبحث عنه وتلازمه .لذا طالما أن ملفات الفساد بالحجم الذي فاق كل التصورات فأن الصحافة الاستقصائية باتت أمراً ملحاً في العراق ..مع التشديد على خطورة الوضع وأحتمال تعرض الصحفيين الى الملاحقة والمضايقة والمنع ثم التهديد فالمساومة وصولاً الى التدخل المسلح في أحياناً كثيرة .
ولضرورة الموضوع وتدارك الأمر في جعل الصحافة تأخذ دورها المنوط بها في مراقبة آداء المؤسسات (وحتى تأثير بعض القوانين) على الشعب ، واداء رسالتها السامية في تثقيف المجتمع ونقل الاخبار وأطلاع الناس على مايحدث في الكواليس ، ظهرت دعوات من مؤسسات اعلامية وشخصيات صحفية في ضرورة أدراج (الصحافة الاستقصائية ) في مناهج كليات الاعلام في العراق ، وتعزيز هذا الأمر بتدريب المدرسين والاساتذة على آخر ما استحدث في هذا النمط من الصحافة ، والاستعادة بتجارب الدول والمؤسسات الرائدة في هذا المجال وتوفير المناهج اللازمة لنحصل في مخرجات هذه الكليات على شباب (متسلحين ) باحدث السبل والطرق لجعل الصحافة الاستقصائية في العراق تأخذ دورها في كشف الفساد والتخريب (الممنهج) لموارد البلد . ويكونوا قادرين على خوض غمار هذه المجازفة في المؤسسات الاعلامية التي سوف تتهافت من أجل الحصول على خدماتهم والتعاقد معهم .
ومن المؤسف في الأمر أن نجد من يتخرج من كليات الاعلام الحالية ويجد صعوبة في كتابة الخبر او القيام بكتابة تقرير او القيام بتحقيق صحفي ..وذلك لعدم مواكبة هذه الكليات لما يستجد في فنون هذه المهنة الكبيرة .لذا فأن أدخال (الصحافة الاستقصائية ) الى مناهج كليات الاعلام يعد من الامور البديهية المسلم بها كشرط لاكتمال الخبرة وسبر أغوار هذه المهنة المتعبة والتي باتت (خطيرة) في عراق اليوم . ولاتخلو الساحة الاعلامية العراقية من الكفاءات والاكاديميين الذين لن يدخروا جهداً في نقل خبراتهم الى الجيل القادم لتقع عليهم المسؤولية الاخلاقية في توعية الافراد والمؤسسات وكشف الخلل للوصول الى مجتمع شفاف تراعى فيه الحقوق والواجبات التي تقود الى الازدهار والتقدم .
مواضيع مماثلة
» ندوة حول واقع الاعلام في الموصل
» الصحافة في العراق .. بين الواقع والطموح
» عندما تعتزم الدخول إلى عالم الصحافة
» الصحافة في العراق .. بين الواقع والطموح
» عندما تعتزم الدخول إلى عالم الصحافة
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى