العراق فوق صفيح ساخن
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
العراق فوق صفيح ساخن
العراق فوق صفيح ساخن
هاشم الفارس
بعد ان اجتازت الاتفاقية الامنية الموقعة بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال احدى مراحلها الا وهي مرحلة انسحاب القوات المقاتلة من المدن والتي دخلت حيز التنفيذ في الثلاثين من حزيران الماضي .. والمواطن البسيط قد يرى تغيراً ملحوظاً على صعيد تواجد هذه القوات في شوارع المدينة ، والمتتبع والقريب من دهاليز هذه القضية لايجد فرقاً واضحاً بل يجده تغيراً شكلياَ ، وأن القوات الامريكية تمارس كافة الصلاحيات والسلطات التي تتعلق بالامن ،فهي على صلة مباشرة بغرفة قيادة عمليات نينوى وتمارس حملات المداهمة والتفتيش برفقة شكلية من قوات الامن العراقية ، اما تحليق الطائرات الامريكية فوق رؤوس الشعب فلا تحتاج لمزيد من التعليق ، ان انتشار افراد الجيش الامريكي في مدينة الموصل يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاقية الامنية ويزعمون انهم اشد حرصاً على الالتزام بهذه الاتفاقية . لذا عمدوا الى استخدام آليات الجيش والشرطة العراقية .. وحتى اذا اقتضى الامر فأنهم يرتدون زي الشرطة والجيش العراقيين . وهم حريصون اشد الحرص على ان لايقوم الاعلام بنشر مايثبت وجودهم داخل المدينة ، وما حادثة مراسل قناة الحرة الذي كان يصور في قيادة عمليات نينوى وقام بتوجيه الكاميرا صوب الجنود الامريكان الذين سرعان ماتوجهوا اليه بالسب والتهجم وأخذ كاميرته عنوة واخراج شريط التسجيل ومصادرته الا تنفيذاَ للاوامر الصادرة اليهم بعدم الظهور في مواقع عراقية عبر وسائل الاعلام ، مخافة ان يؤول ذلك على انه خرق لاتفاقية الانسحاب من المدن ، انها مناورة ليست الا .. ولا نرى ان وجههم يتبلل من الحياء ان هم قرروا خرق الاتفاقية ، فالعراق من اقصاه الى اقصاه يسير وفق الاجندات الخارجية فهناك الاجندة الامريكية بصورة رئيسية وهنالك بدرجة اقل قليلاً الاجندة الايرانية ثم السورية وحتى التركية والساحة العراقية اصبحت مرتعاً للعديد من اجهزة الاستخبارات الدولية تتصارع وتتغلل في جميع مفاصل الدولة لحسابات هم ادرى بها ، ولا وجود فاعل للسياسة العراقية الوطنية ، وان وجدت فهي مسخرة لخدمة التيارات والاحزاب ووفق الرؤى الحزبية الضيقة للقوى التي تتولى زمام السلطة . وهذا ما احدث شرخاً في البنية الاساسية لمنظومة الامن والدفاع العراقية ، واصبح الوضع الامني اكثر هشاشة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية .. هذه الانتخابات ” النحسة ” التي تعكس اثارها على الشارع العراقي بمزيداً من الدماء والخراب . لقد فقد الشعب ثقته بسياسيه ومسيسيه ، الذين بدورهم يولون الجانب الامريكي الثقة المطلقة في التصرف وتفسير بنود الاتفاقية الامنية بحسب مقتضى المصلحة الامريكية الخالصة . والتي تواجه تحدياً كبيراً من الجانب الايراني ايهما تكون له كلمة السبق على الساحة العراقية ، وتوجيه دفة الاحداث الوجهة التي تتوافق مع الايديولوجية لكل منهما ، وكل هذا وذاك يُصب نقمةً وتعاسة على الشعب العراقي ، الذي ضاع في زحمة هذه التناقضات التي يجمعها انها تستخدم لغة العنف في مخاطباتها ومراسلاتها ، والضحية اولاً واخيراً هو الشعب العراقي بجميع مكوناته والبنية التحتية لهذا البلد .
هاشم الفارس- المشرف
- عدد المساهمات : 20
نقاط : 371
تاريخ التسجيل : 01/05/2010
هاشم الفارس :: مقالات صحفية :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى